النقد الوجيز: ماهية وخصائص/ ( أدار النّدوة الدّكتور كامل صالح، مقدّما رئيسة ملتقى الأدب الوجيز الدّكتورة درّية فرحات)
1 min readبمناسبة الذكرى السّنويّة الثّانية لرحيل مؤسّس ملتقى الأدب الوجيز الرّاحل أمين الذيب، عقد الملتقى ندوة أون لاين عبر موقع زووم بعنوان النقد الوجيز: ماهية وخصائص وذلك في 30 حزيران 2022 في تمام السّاعة 8:30 مساءً بحضور نقّاد ومختصّين في الأدب من لبنان والوطن العربيّ وعدد لافت من طلّاب الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة.
أدار النّدوة الدّكتور كامل صالح، مقدّما رئيسة ملتقى الأدب الوجيز الدّكتورة درّية فرحات، حيث أشارا إلى يوم رحيل المؤسّس وكيف تلقى الملتقى والوسط الثّقافي هذه الفاجعة، مستذكرينِ الدّور البارز الذي قام به الرّاحل في إرساء مفهوم جديد تجاوزي يحاكي الجيل الجديد ويرسي مفاهيم الأدب الوجيز المستوحاة من مجتمعنا من خلال العمل مع دكاترة وأساتذة في لبنان والوطن العربي مع عقد المؤتمرات والتّحضير لمزيد منها إلا أنّ الموت اختاره بعد أن اطّمأن قلبه وشعر أنّ ما زرعه بدأ ينبت بسلام، فرحل تاركا الملتقى وأعضائه ومحبيه بصدمة ولوعة الفراق. وأضافوا أن إيمانهم بفكر الراحل دفعهم أن يشحدوا كل قواهم ليكملوا المسيرة، فتم مواكبة طباعة الكتاب النقدي الذي عمل عليه الأستاذ أمين الذيب قبل رحيله، حيث تم إصداره عن دار نلسن وهو موجود حاليا في مكتبات لبنان.
أما دكتور باسل فقد قدّم عرضًا لماهية وخصائص النقد الوجيز، وطرح رؤيته إلى النّقد الوجيز، مؤكّدًا أنّ هذا المفهوم ليس إلغاءً للنّقد الأدبيّ التّقليدي، بل هو محاولة افتراع درب نقديّ جديد يتجانس مع توجّه الوجازة، ومع طروحات الأدب الوجيز. ولهذه الغاية استخلص جملة خصائص أبرزها الدّقة في رصد النّتاج الأدبيّ والوقوف على مندرجاته، والصّيغة الحكميّة التي تنطلق من الحكم أي أن يأتي النّقد الوجيز على شكل حكم يفصح عن رؤية النّاقد إلى العمل الإبداعيّ. وهذا الحكم على لا تأويليته بالنّظر إلى مطلقه، يفسح في المجال أمام لا نهائية التّأويل في ما يخصّ القارئ، وذلك ما يجعل منه نقدًا وجيزًا منسجمًا مع سمات الوجازة. أما الاستشراف فهو قدرة النّاقد على تبين السّيرة الإبداعيّة للمبدع من خلال رصد تفتّح إمكاناته، وسبل توجهاته. يبقى أنّ النّقطة الأهم هي تقنية الدّهشة التي أراد د.الزين أن يستعيرها من سياق المفهوم الشّعريّ وربطها بالنّقد الوجيز بحيث تنطوي الخلاصة الحكميّة على دهشة مسوّغة كأن يثبت النّاقد أن الشّاعر الصّوفيّ مادي والعكس. ونوّه في الختام إلى أن طرحه هذا هو محاولة قابلة للتّطوير والنّسف والتّعديل والتّجويد.
وبعد ذلك، قرأت تمارا أمين الذيب، نائب رئيس ملتقى الأدب الوجيز ومضات للرّاحل أمين الذيب، نستذكر منها ومضة:
في المدى شظايايَ
وكُلّي هناكَ
السّماءُ بحرٌ هاربٌ من لهفتي
ومن ثم فُتح المجال لتلقي الأسئلة، وكان النّقاش فعّالًا، حيث كان هناك مداخلات عديدة، منها استفساريّة ومنها تنويريّة، ونخصّ بالذّكر بعض الأشخاص الذين كان لديهم مداخلات قيمة كالدّكتورة دورين نصر من لبنان، والدّكتور عاطف الدّرابسة من الأردن والأستاذ صبري يوسف من السويد، مع الإشارة إلى حجج دكتور باسل الزين التي أظهرت مدى إلمامه بالموضوع، مع فتح المجال لسماع الأراء كافة مهما اختلفت. ففي مثل هذه النّدوات نستطيع أن نطوّر الأفكار ونرتفي في سلم العلم سويًّا.
واختتمت النّدوة بقراءة نماذج من نصوص طلّاب الجامعة اللّبنانيّة، وعقد العزم على عمل أمسية خاصّة بهم للاستماع إليهم ومناقشة نصوصهم.
في تمام الساعة الحادية عشر مساء انتهت النّدوة واعدين الحضور بندوات أخرى تعمّق مفهوم الأدب الوجيز أكثر لدى طلّاب الجامعة اللبنانيّة والمهتمين في الوسط الثّقافيّ.
by