بائِعُ السُّبَحِ …//أ.د بومدين جلّالي// الجزائر
1 min readبائِعُ السُّبَحِ …
أ.د بومدين جلّالي
تقديم : –
وأنا أتصفح الألبوم الاستشراقي الجميل للرسام البريطاني تشارلز روبرتسون (1844 – 1891) Charles ROBERTSON؛ لقد استوقفتني مطولا لوحته الفنية (الصورة) الموسومة بـ “بائع السبح” فبدا لي أن أعلِّق عليها بقصيدة تحمل الوسم نفسه ولكن بمقصد مغاير لمقصد الرسام، فكتبْتُ هذه الدالية في بحر الكامل المُرَفّل …
ــــــــــــــــــ
يا بائعَ السُّبَحِ الْعَريقَةِ لِلْعِبـــادِ ** ما عادَ تَسْبِيحٌ يُهَلِّلُ فِي الْبِلادِ
غابَ الّذِينَ أحِبُّهُمْ فِي كُلِّ حَيٍّ**فتَقلَّصَ الْإشْراقُ مِنْ شَوْقِ الْفُؤَادِ
كانُوا هُنا..فِي أيِّ تَوْقِيتٍ تَراهُمْ**والسُّبْحَةُ الْحَسْناءُ تَرْمُزُ لِلرَّشادِ
كانُوا هُنا وجَلالُهُمْ بِالنُّورِ وَجْهٌ ** لِأصَالةٍ فِيها مُناغَمةُ الْجِيادِ
عاشُوا لِتَبْلِيغِ الرِّسالةِ دُونَ غَيٍّ**والْعِزُّ لِلْفُرْسانِ مِنْهُمْ في الْجِهادِ
كَرَمُ الْمُرُوءةِ والْوَفاءُ جَمالُهمْ في**نُبْلٍ رَؤُوفٍ مِنْ مُرافَقةِ الْوِدادِ
لَا عُنْفَ لا تَقْتيرَ لا تَقْصيرَ فِيهمْ**أهْلُ الْمَحبَّةِ والْعِبادةِ والسَّدادِ
مَلَؤُوا الْقُلوبَ بِكُلِّ حُسْنٍ، والْأمانِي**سِلْمٌ سَلامٌ في تَعالِيمِ الرُّوادِ
“سَبِّحْ وَلا تَنْظُرْ لِغَيْرِ اللهِ دَوْماً”**بِشِعارِهمْ هَذا تَعالوا في الْوِهادِ
زُهْدُ الْمَيامِينِ الْأوَائِلِ كَانَ سُقْيَا** مِنْ شِرْعَةٍ فيها مُغالَبَةُ الْفَسادِ
وَالْيَوْمَ يَا أسَفِي عَلى مَنْ غادَرُونَا**فأتَى علَيْنا بَعْدَهمْ ذَوْقُ الرَّمادِ
ما عادَتِ السُّبَحُ الْحَديثةِ لِلتَّسامِي**آلَ الْمَآلُ مِنَ الْبَياضِ إلَى السَّوادِ
فمَتَى يَهُلُّ تَراجُعُ الْإخْفاقِ فِينــا ** لِنُبَلِّغَ الْحَقَّ الْمُكَرِّمَ لِلْعِبـــادِ ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخميس 10 ديسمبر 2020
by