28/03/2024

.

A good word aimed at the service of humanity

الأستاذة سهيلة حماد/تونس/ في دراسة عن قصيدة “رماد موطني” للشاعر ناصر زين الدين/لبنان

1 min read
Spread the love

رمادُ موطني…
*******بقلم:// الشاعر ناصر زين الدين
———————–
أَعْطوني رماداً…
وقالوا لي : “اذهب”…
**
أَعطوني رماداً…
وقالوا لي: “اذهب”…
وعُلبةً تُشبهُ كَفَني…
**
أَعطوني رماداً…
وقالوا لي:”اذهبْ”…
وعُلبةً تُشبهُ كَفَني…
لمْ أستطعْ أنْ أحملَها…
رَكَعْتُ ووَضَعْتُها على تُرابِ مَوطِني…
فَتَحْتُها،
ودَمْعَتي سَقَطَتْ…
حَتَى أنّي، لمْ أرَ دَمْعَتي…
احتَضَنَها الرَمادُ،
وكَأَنَّها بقايا من أَجسادِ مَوطني…
**
أَعطوني رماداً وقالوا لي:” اذهبْ”…
أينَ هي المنازلُ؟
أَتُراني في الصحراءِ؟
أم في حُلُمِ الضبابِ؟
أمْ أنَّهمْ رَمادٌ في يدي؟
**
أعطوني رماداً…
لا أدري إَن كان رمادَ جسدي…
بَكَيتُ ولمْ أرَ دمعي…
صرختُ ولمْ أسمعْ صوتي…
مشيتُ ولمْ أتعدَّ قبري…
**
أَعْطُوني رماداً…
وقالوا لي: “اذهبْ، أنتَ حُرٌّ”…
لمْ أَرَإلّا حُريَّةَ المقابرِ…
لمْ أَرَ إلّا رماداً في عيوني…
لمْ أرَ إلّا ظُلْمي…
سَجَدْتُ في مربَّعٍ لا يتسعُ لجسدي…
وتأملتُ فراشاتٍ عاليةٍ…
تَرمي الحِجارةَ،
وتَحصدُ الغبارَ…
**
أين حُريَّتي…؟
رَمادٌ… غُبارٌ…
أو مَوْضِعُ جسدٍ لمْ يستطعْ أن يمشي…
أعطوني رماداً وقالوا لي…
هذا رمادُ موطني.
******

قراءة بعنوان ….

رماد موطني …أكتحل به ….

الفكرة : وطن غدروا به ….
الموضوع : مدينة تشتعل…./ مدينة تحترق …..

أعطوني رمادا/ ذات صباح نثروا سوادا وحجبوا سماءً وخربوا بلادا وقالوا أغرب…./ لا بل ” اذهب” 

علبة تشبه كفني/ لا بل كفّنوا السّواد الأعظم من أهل البلاد، حل الدمار.. وتناثرت الأشلااااء… وكفنوا البلااااد والأهل والخلاااان …خرّبوا البلاد، حتى صارت مرتعا للذئاب والكلاب والفئران….. ماااا أبشع هذا الزمان …. الذي حطم البنيان، بنيان تماسك أمّمممة لم تسلم من عبث الزمااان… وغدر بنو الإنسان للإنسان بحجة التحرير من دكتتور، أو بحجة التّنوير … أناروا السماء غبارا… حصدوا الرؤوس حصدا … وأفرغوا كؤوس حقققدهم على أرض السلام… لطمس معالم حضارة … لطالما أشعّ شعاعها… و شرّعت أبوابها لاحتضان كل غريب… فاقد لسند … لحضن دافئ… أو لباحث عن حقيقة، لمعرفة ….

غربان… قدموا من كل مكان على شكل فراشات غزاة … دكوا الأرض دكاااا…حتى صيروها حطاماااا…. ما أفضع الغدر والقهر الذي يأتي على حين غفلة… والذي يعبث بالمقابر بالحضارة في ومضة … من دون رحمة …ولا شفقة …. شعاره الجحود… النكران.. لتاريخ عظام …يرجع لهم الفضل في كل تقدم… بدءً من الخط والنحت والرسم و النسج….إلى القراءة والعلم والمعرفة وفن العمارة ….

إيه أرض مهد الأديان… وعزة الإنسان… وروح السلام… صيروووووهااااا مرتعااا للشيطااان في كثبان رماد لحطام وأشلاء الأشقياء … مدن صارت مقابر …لا بل فقدت حتى معالم المقابر …
أعطوني رمادا وقالوا لي ….
هذا رماد موطني …
أجل سأكتحل به ….
ليبقى في ناظري ….وخاطري …وذاكرتي وشم مختزل
لرائحة شواء أجسام من لحم ودم وأكباد وأولاد …حُرقت تاركة حرقة وروعة ولوعة وألما ونزيف، دمع دم شاط من شدة الاحتراق، على فقد استكثروا عليه أن يوار التراب، لذلك صيروه رمادا….
ولكن نسوا أن الرياح تنقل اللقاح …..
أجل سأحتفظ به وسام وشم عار لفراشات الغربان ….حتى لا يمّحى….من ذاكرة الإنسان 

“رماد موطني …”
قصيدة رثائية في وطن تحمل وشم عار فراشات غرابيب سود دكوا البلاد… 

نقلها شاعر، له من الفطنة والبيان والبراع في الرسم و النحت والتثبيت والتأريخ والقص بشعر النثر المنغم ما يجعله متميز…

قد تسألونني كيف؟
أجيب …

اعتمد أسلوب التكرار، للتجميل وللابداع و الإيقاع … لتصوير بشاعة المشهد، فجاءت رسالة بليغة فصيحة لصورة اقتنصت بعدسة مراسل سفير للانسانية صحفي حرب . الذي خيرها صورة ثابتة لامهال المتلقي من رصد التفاصيل و الجزئيات بعينه ليقتنص المضمر، المختبئ، بين ضلوع السطور وبين طيات الحروف وبقية الحكاية من المشهد التاريخي المتناثر على النقاط المتتابعة في المتشظي في ما مالم يقل …

أٌذكّر بالصور الثابتة، المتكررة، كومضات رافقتنا في مسار قراءتنا للقصيدة….

أعطوني رمادا…
وقالوا لي” اذهب ” 

أعطوني رمادا …
وقالوا لي” اذهب “
وعلبة تشبه كفني….
أعطوني رمادا وقالوا لي “اذهب “….

وقالوا لي” اذهب أنت حر “….

أعطوني رمادا …..

ومضات تكررت وترسخت وحملت معها سجنا وقضبانا…

اذهب: فعل أمر جاء مٌسيّج بمعقفين” اذهب ” 
تكرر العديد من المرات ….
ذيله في المرة بفاصل بأنت حر 
“اذهب،أنت حر ” والمعنى اذهب قف فأنت تحت أنظارنا في مدارنا ومجرتنا …توقفت حياتك ….

لذلك ” لم ير إلا” : الذي تكرر ثلاث مرات ليؤكد أنه ما رأى سوى ظلمة ظلمهم يظلمه، ولم يرى حتى قبره لشدة العتمة المتولدة عن القصف بحجارة تتناثر تذكرني بتلك التي من سجيل …
أُعطوني رمادا وقالوا لي :”اذهب “
كتبت في سطر واحد، كأنها السهم الذي أصابت الجسد كأنه الجسد المسجد، بعد أن انتُزعت منه الروح التي تحررت من الجسد . فيما بقي الجسد ينتظر دفنا. 

ولكن حتى هذه استكثروها عليه، أرادوها محرقة، صيروه بها رمادا، ليتذوق الحرية بعد الممات ذرات تتلاعب بها الرياح ….

قصيدة، لم تذكر إسم الموطن، لتبقى خالدة، معبرة، على كل إنسان عاش وضعية مشابهة، لتعبر على الإنسان المحمّل بالأوجاااع، على مدار الأيام، والأزمان في كل مكان على مدى الدهر ..
رغبة منه في أن يحل بفكره، ويحسّ بحس كل الإنسانية،حتى يتمكن من دفع المظالم، بواسطة سهام العبرات، والعبارات المشحونة، في كبسولة القصيدة، من قلم…قلم يئن يرغب أن يطمئن ، ليتجرع العالم مرارة ما جرى…. ما مضى …. ليجتمع من أجل كلمة حق، لتخليص الإنسان وتحرير قلمه من براثين الكتمان، والتظليل والتزوير، والطلس وفك قفل الأغلال المكبلة للجسد المسجى، كطريدة معفنة، ملقاة على الطريق، ظلت تشتعل إلى أن احتُرقت وصارت رمادا ، وتعميد روحه، وتطهيرها من شوائب الأحقاد، وتطوير قدرات الإنسان، ومهاراته وتنميتها، بالعمل والبناء ومقاومة النسيان، بالتذكير بما جرى في سالف العصر والزمان، لاتخاذ العبرة، لتتضح الحقيقة، وتتسع الرؤى، لتتمكن الإنسانية قاطبة، من التحليق كفراشات السلام، لا كالفراشات سليلة الغربان …والكف عن الغفو، بالصحصحة، من غفلة النوم ، فالنوم آت، لا محالة، بعد الممات …..

قصيدة صيغت بأسلوب شيق و بسيط ألفاظه مخملية 

العتبات :

الاستهلال:

ُُُأُعطوني رمادا : جملة فعلية صيغت في زمن حاضر أمر بلسان متلكم يطلب رمادا نكرة غير معروف….

القفلة :

هذا رماد موطني :جملة إسمية جاء المبتدأ فيها مركبا هذا رماد .

رماد : معرف باسم الإشارة هذا .
موطن: خبر مذيل ب(ي) التي تعود على( أنا ) المتكلم …عرفنا بأن الرماد المقصود هو رماد موطن المتكلم ….بذلك حصل الانزياح… 

أمّا العنوان :فكان الرّماد ” رماد موطني ….”
كان معرفا من البداية .
القفلة أكدت ما جاء بالعنوان، وأزاحت غموض ما اكتنفه الاستهلال غموضا بقصد التشويق..

الصورة المرفقة: 

مدينة تشتعل تبددت زرقة سماءها واكتسح نصفها الرماد :
مشهد فوتوغرافي، لقصف طائرات، بدم بارد …. لمدينة هائمة في كبريائها …. وقد تكاثف ريح رمادها، وتصاعد صارخا رافعا يديه إلى السماء طالبا نجدة و استغاثة من رب السماء …. نتيجة دك غرابيب بالقنابل …
صورة، تنقل هول الواقع بقصد مقاربة الصورة “باللوحة الخبر” المنقولة بحروف الشاعر ….

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmailby feather

16 thoughts on “الأستاذة سهيلة حماد/تونس/ في دراسة عن قصيدة “رماد موطني” للشاعر ناصر زين الدين/لبنان

  1. When I initially commented I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox
    and from now on every time a comment is added I receive four emails with the exact same comment.
    Perhaps there is a way you can remove me from that service?
    Appreciate it!
    Buy kamagra
    [url=http://kamagrainus.com/]kamagra Jellies[/url]

  2. Ahaa, its good dialogue on the topic of this article at this place at this blog, I have read all that, so now me also
    commenting here. Hi there! This article couldn’t be written any better!

    Reading through this post reminds me of my previous roommate!
    He constantly kept talking about this. I will forward this post to him.

    Pretty sure he will have a very good read.
    Thank you for sharing! There’s definately a great deal to
    learn about this issue. I like all of the points you’ve made.
    http://dell.com

  3. Does your blog have a contact page? I’m having trouble locating it but, I’d like to shoot you
    an e-mail. I’ve got some suggestions for your blog you might be interested in hearing.
    Either way, great blog and I look forward to seeing it expand over time.

    cialis Pills online generic cialis online prescription

  4. This is the perfect web site for anyone who hopes to understand this topic.
    You know a whole lot its almost tough to argue with you (not that
    I really will need to?HaHa). You certainly put a brand new spin on a subject that has been written about for many years.

    Wonderful stuff, just excellent!

  5. I almost never create comments, however i did a few searching and wound up here الأستاذة
    سهيلة حماد/تونس/ في دراسة عن قصيدة “رماد موطني” للشاعر ناصر
    زين الدين/لبنان – Cultural Humanitarian Association. And I
    do have a couple of questions for you if you tend
    not to mind. Is it just me or does it seem like some of the remarks appear like left
    by brain dead folks? 😛 And, if you are posting at other sites, I would like to keep up with
    everything fresh you have to post. Could you list of every one of all
    your shared sites like your linkedin profile, Facebook page or twitter feed?

  6. Hello, There’s no doubt that your site may be having browser compatibility problems.
    When I look at your web site in Safari, it looks fine however when opening
    in I.E., it has some overlapping issues. I simply wanted to provide you with a
    quick heads up! Aside from that, wonderful website! https://Nicolitalia.com

  7. Hello, There’s no doubt that your site may be having browser compatibility problems.
    When I look at your web site in Safari, it looks fine however when opening in I.E., it has some
    overlapping issues. I simply wanted to provide you with a quick heads up!
    Aside from that, wonderful website! https://Nicolitalia.com

  8. Hi there! Someone in my Facebook group shared this site with us
    so I came to give it a look. I’m definitely enjoying the information. I’m
    book-marking and will be tweeting this to my followers!

    Superb blog and terrific design and style.

Comments are closed.

You may have missed