لكيلا نُخطِئ في الكتابة؛ مواضع همزة الوصل أوَّل الكلمة.// بقلم د. مديح الصادق… من كندا.
1 min readلكيلا نُخطِئ في الكتابة؛ مواضع همزة الوصل أوَّل الكلمة.
د. مديح الصادق… من كندا.
قد يستغرب كثير من الزملاء والأصدقاء، كُتَّاباً أم غير كتاب؛ الاهتمام الذي نوليه لمواضع الهمزة أول الكلمة، الوصل أو القطع، ومنهم من يُبرر ذلك بأن لغة الصحافة لا تستوجب هذا الاهتمام؛ متناسين أن الهمزة في غير موضعها تُغيِّر معنى الجملة بكامله، فحين تقصد أنك- شخصيا- تروم الكتابة فإنك تكتب: )أَكتبُ مقالاً)؛ فقد كتبتَ الهمزة قطعاً لأنها همزة المضارعة عندما يكون المتكلم هوالفاعل، وحين تطلب من زميلك أن يكتب فإنك تكتب: (اكتبْ مقالاً)؛ بهمزة الوصل، فالفاعل هو المُخاطَب، وشتَّان ما بين المعنيين. لقد كتبتُ قبل هذا مقالا عن مواضع همزة القطع أول الكلمة، واليوم أكتبُ عن مواضع همزة الوصل أول الكلمة، راجيا أن يكون لها استقبال من لدن الزملاء والزميلات.
……….
بما أن العرب لاتبدأ بالساكن مثلما لا تنتهي بالمتحرك؛ فقد استُجلبت همزة الوصل في كثير من الكلمات في اللغة العربية بغية التوصل للنطق بالسواكن الأولى فيها، وتُرسم على شكل ألف بدون علامة الهمزة فوقها أو تحتها، ويُنطق بها- مكسورة أو مفتوحة أو مضمومة- في بداية الكلام، ولا يُنطق بها وسط الكلمة أو الكلام، فحين تقول: الشِعر ديوان العرب؛ فإنك تنطق بالهمزة في كلمة ( الشِعر) مفتوحة لأنها في بداية الكلام، وحين تقول: قرأتُ الكثير من دواوين الشِعر؛ فإنك لا تنطق بالهمزة في كلمة (الشِعر) لأنها وسط الكلام، كما أنها لاتُحذف في الكتابة عندما تسبقها بعض الحروف، نحو: باسم ربه توكَّلَ، فاستأذن ممن حوله، واستغفر الخالق، لاستكمال الامتحان العسير. فالحروف: الباء، الفاء، الواو، اللام، و (أل) التعريف قد سبقت همزة الوصل ؛ لكنها لم تُلغِها، في حين لم تظهر في النطق كما لو كانت غير مكتوبة، وتُحذف همزة الوصل من الكتابة في بعض المواضع مما سنأتي عليه لاحقا، أما مواضعها فهي:
أولا- في بعض الأفعال ومصادر بعضها:
أ- في أمر الفعل الثلاثي نحو: (كتبَ – اكتبْ، حضرَ – احضرْ، قرأَ – اقرأْ، سمعَ – اسمعْ، رعَى – ارعَ، مشَى – امشِ، هجَا – اهجُ).
بما أن فعل الأمر مبني فهو في الأفعال الثلاثة الأخيرة قد بُني على حذف حرف العلة من آخره، والتعويض عنه بحركة تناسب الحرف المحذوف، ويُستدل عليها من صيغة المضارع للفعل، فالفتحة عوض عن الألف، والكسرة عن الياء، والضمة عن الواو.
………
ب- ماضي الفعل الخماسي، والأمر منه، ومصدره، نحو: (امتَحَنَ، امتَحِنْ، امتِحان؛ ارتَبَطَ، ارتَبِطْ، ارتِباط؛ استَمَعَ، استَمِعْ، استِماع).
……….
ج- ماضي الفعل السداسي، والأمر منه، ومصدره، نحو: (استَنْسَخَ، استَنْسِخْ، استِنْساخ؛ استَهْلَكَ، استَهْلِكْ، استِهْلاك).
………..
ثانيا- في الأسماء: أ- بما أن مصادر الأفعال هي أسماء؛ فإن مصادر الأفعال الخماسية والسداسية هي من ضمن الأسماء التي تُكتَب همزتها وصلا، فالمصادر: امتحان، ارتباط، استماع، استنساخ، واستهلاك؛ هي أسماء بدأت بهمزة الوصل، وقد شرحنا ذلك في الفقرتين ب و ج من مواضع همزة الوصل في بعض الأفعال، ومصادر بعضها.
ب- في الأسماء العشرة في اللغة العربية التي تبدأ بهمزة الوصل وهي: (اسم، ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، است)، ومُثنَّى الكلمات السابقة، اثنان، اثنتان، ايمن، ايم الله. وهاتان الأخيرتان تستعملان في القَسَم.
إن وجدنا ميما ملحقة بكلمة (ابن) فهذه الميم زائدة للتوكيد، فيقولون: حضرَ ابْنُمٌ، قابلتُ ابْنَماً، ومررتُ بابْنِمٍ.
هناك لغة للعرب في كلمة (ابنة) فقد يكتبونها (بنت) بحذف همزة الوصل وإبدال التاء المربوطة بالمفتوحة.
ولهم لغة في (امرؤ) إذ يكتبونه (مَرْء) وفي (امرأة) إذ يكتبونها (مَرْأة) وذلك بتحريك الحرف الأول من الكلمتين؛ ما لا يستوجب كتابة همزة الوصل؛ لأن مهمتها التوصل للنطق بالساكن.
…………..
ثالثا- في الحروف: لا تُكتب همزة الوصل في الحروف إطلاقا؛ ما عدا (أل) التعريف التي توصل بالأسماء، نحو: (الله، الوطن، الشعب، الجماهير، الرجال، النساء)، وفي الأسماء الموصولة مثل: (الذي، اللذانِ، التي، اللتانِ، الذينَ، اللائي).
وهناك ملاحظة بخصوص (أل) فهي تُكتب بهمزة القطع حين تكون منفردة؛ لأنها في هذه الحال اسم علم، والأعلام همزتها قطع؛ لكنها تُكتب وصلا حين تتصل بالأسماء؛ كما مثَّلنا.
…………
حذف همزة الوصل : هناك عدة مواضع تُحذف فيها همزة الوصل هي:
أ – من كلمة (اسم) في البسملة الكاملة بعد باء الجر، على شرط أن تكون البسملة كاملة (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا تحذف إن لم تكتمل البسملة نحو: باسمه تعالى، باسم الله الرحمن، باسمك اللهمَّ؛ وفي حال ذكر المتعلق به المحذوف نحو: باسم الله توكلنا، باسم الله ابتدأنا.
……..
ب – من كلمة (ابن) في حال وقعت صفة (بين علمين، ثانيهما أب للأول) نحو: (محمدُ بنُ عبد الله نبيُّ المسلمين؛ يحيى بنُ زكريا نبيُّ الصابئة المندائيين)، وفي هذه الحال لا يُنوَّن الاسم الأول- إن كان حقُّه التنوين- ولا تحذف في مثل: (عيسَى ابنُ مريمَ نبيُّ النصارَى)؛ لأن الثاني ليس أباً للأول، ولا تحذف في حال لم تكن صفة، كأن تكون خبرا لمبتدأ، نحو: (سلامٌ ابنُ عادلٍ)؛ وعلامته تنوين الاسم الأول؛ كما أنها لا تُحذف إن وقعت في أول الكلام كقولك: (ابنُ المقفَّعِ كاتبٌ بليغٌ)، ولا تُحذف إذا فُصل بينها وبين الأول بفاصل نحو: (زيدٌ هو ابنُ سعيد)؛ لفقدانها شرط الصفة.
……..
ج – إذا سُبقت الكلمة المبدوءة بهمزة الوصل بهمزة الاستفهام، فإن همزة الوصل تُحذف، نحو: (أسمُكَ علي؟)، (أبنُكَ هذا؟)، (أستنسختَ الكتاب؟)، وإذا سبقت همزة الاستفهام اسما مبدوءاً ب (أل) التعريف؛ فإنها تُدغم مع همزة الوصل وتُكتب على شكل مدَّة نحو: (آلامتحانات ابتدأت؟).
……
د- تحذف همزة الوصل من كلمتي (ابن، وابنة) إذا سُبقتا ب (يا) النداء، نحو: (يابنَ أخي)، (يابنة الكرام).
………..
ه – تحذف من (أل) التعريف المسبوقة ب (لام الجر) نحو: (للصحافة دور كبير)، (للمدرسة توجَّهَ التلاميذُ)، أما في حال كون الكلمة مبتِدئة أصلا بلامين ففي هذه الحال تُدغم اللام الأصلية الأولى بالثانية وتُشدَّد نحو: (للهِ الحمدُ)، (للَّحمِ فوائدُ كثيرةٌ)، وهناك كثير ممن يقول- خطأً- إنَّ إحدى اللامات تُحذف.
………
هذا ما تمكنَّا من تقديمه لأعزائنا الكُتَّاب والقرَّاء؛ عسى أن نكون قد وُفِّقنا فيما قصَدنا إليه.
by