29/03/2024

.

A good word aimed at the service of humanity

بلاد الساقيتين تموت بلا قضية! بقلم: أ.د. سيّار الجميل… مفكر ومؤرخ أكاديمي/ العراق

1 min read

د. سيار الجميل

Spread the love

بلاد الساقيتين تموت بلا قضية!
 
حديقَتُنا غَدت مبغىً في صحراء قفراء.. يحكمها الدّجالون والسفلةُ حديقتنا كانت زاهيةً عبرَ الأزمنة الغابرة: نخلٌ وعصافير ودار طهر ..
كانَ أهلُها يتغزلّون عند الضفاف ، بالحبّ، والماء ، ولجين القمر
كلّ الوديان المحفورة، خضراء بوجود الشمسِ وماء الزابين والنهرين العظيمين والسماءُ صافيةٌ قبلَ أن تغدو حَمراء قرمزية تتلّظى كالجمرات قبل جفاف النهر والارضُ صحراء غبراء صفراء.. تصفر من ريحٍ صرصرٍ مسعورةٍ عاتيّة انتشرت الوحوشُ الضارية في كلّ مكان.. وقطعّت أشلاء البشر.. الاطفالُ تسرّطنت، والوجوهُ احتجبت، والألسنة تقطعّت، وانسحق البرجُ الأخضر حَجَراً فوقَ حَجَر
وانتشر الجِياعُ في الشوارعِ ، وفي الحاراتِ الكئيبة: بكاء وحزن وقهر.
حربُ المياه المقطوعة عن قلب الهلال الخصيب عن سابق معرفة وترصّد كي تموتُ الزهور، وتهاجر الطيور، وتتساقط كلّ أوراق الشجر.. وتلفظُ ملايين الأسماك أنفاسها عند السواقي العارية.. وبين الحفر.
الوجودُ مهدّد يا سادتي من العطشِ في بلاد غدت تُسمّى ما بين الساقيتين.
الوطنُ كلّه يموتُ اليومَ على مهلٍ شديد.. بلا قضية!
والمبغى، لم يزل يزدحمُ بالمعتوهين والفاسدين والساقطين، وقد انشغلوا كعادتهم منذُ شهور بالارائكِ والكراسي من خلال تزوير وقوادة وفجور وفضائح عهر.
متى تقفل الاستار عن فصول المهزلة ؟

كتبت في الثاني من يونيو / حزيران 2018

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmailby feather

5 thoughts on “بلاد الساقيتين تموت بلا قضية! بقلم: أ.د. سيّار الجميل… مفكر ومؤرخ أكاديمي/ العراق

  1. Oh my goodness! an incredible article dude. Thanks Nonetheless I am experiencing concern with ur rss . Don’t know why Unable to subscribe to it. Is there anybody getting similar rss drawback? Anybody who knows kindly respond. Thnkx

Comments are closed.

You may have missed