19/04/2024

.

A good word aimed at the service of humanity

دار السّلام.. شعر: الشيخ ضمد كاظم الوسمي/ العراق

1 min read

الشيخ ضمد كاظم الوسمي

Spread the love

 دار السلام
 
دارُ السَّلامِ عَروسَةٌ تَتَجَمَّرُ
وَحَمامَةٌ لكِنَّها تَتَصَقَّرُ
*
في كَفِّها أَيقونَةٌ وَعَنادِلٌ
وَسُلافَةٌ يَسْقيكَ مِنْها الْأَشْقَرُ
*
وَاللَّحْظُ شَرْيانُ الْجَمالِ وَشِعْرُهُ
وَخَمائِلٌ فيها النَّوارِسُ تَسْحَرُ
*
كُتِبَتْ عَلى تاجِ الْعَروسِ تَمائِمٌ
فيها الْحُروفُ عَنِ الْعَزائِمِ تُخْبِرُ
*
وَالثَّوبُ زاهٍ قَدْ عَلاهُ قَسْطَلٌ
مِثْلَ الْأَصائِلِ في الْوَغى تَتَبَخْتَرُ
*
بَغْدادُ أَظْماني هَواكِ وَدِجْلَةٌ
كَالسَّيلِ في قَلْبِيْ يَصُبُّ وَيُبْحِرُ
*
جَلَّ الْعِتابُ فَسَيفُ حُبِّكِ قاطِعٌ
يُرْدِي الْعَواذِلَ في ثَراكِ وَيَدْحَرُ
*
وَالشَّمْسُ في بَغْدادَ تَرْسُمُ لَوحَةً
في النَّهْرِ لِلنَّخْلِ الْحَوامِلِ مَعْشَرُ
*
عَيناكِ يا بَغْدادُ أَيُّ حَبيبَةٍ
شُطْآنُها لِلْحُبِّ لَيلٌ مُقْمِرُ
*
ما ضامَنِي الْحَدَثانِ يَوماً وَالدُّنا
إِلّا وَأَنْتِ الْحُضْنُ فيهِ أَسْهَرُ
*
سافَرْتُ وَالْآهُ يُعاقِرُ أَضْلُعي
فَإذا سَلاكِ الْقَلْبُ ثارَ الْأَبْهَرُ
*
وَإِذا ذَكَرْتُكَ في النَّوى فَكَأَنّني
أَنَا وَالْمَآذِنُ في الْبِلادِ نُكَبِّرُ
*
وَكَأَنَّ مِنْ فَرْطِ اللَّواعِجِ دِجْلَةٌ
يَغْفو عَلى نَبْضِ الْفُؤادِ وَيُفْطِرُ
*
وَكَأَنَّ نَجْمَكِ في الْجَوانِحِ ساطِعٌ
وَالشَّمْسَ وَالْأَقْمارَ جَذْلى تَسْكُرُ
*
ما قُلْتُ إِنَّ الْحُسْنَ فيها يُوسُفٌ
بَلْ قُلْتُ إِنَّ الْحُسْنَ فيها أَزْهَرُ
*
سَلْ شَهْرَزادَ وَشَهْرَيارَ عَنِ الْجَوى
بَلْ كَيفَ بَزَّ الْوَرْدُ سَيفاً يَقْطُرُ
*
عَنْ بَهْجَةِ التّاريخِ لَسْتُ بِغافِلٍ
لكِنَّ جُرْحَ الْحُزْنِ فيهِ أَشْهَرُ
*
مُذْ صارَ عُرْبانُ الْبَلاطِ مَخانِثاً
وَأَبو رِغالَ عَلى الْقُرى يَتَأَمَّرُ
*
مُذْ عَبْشَمٍ لِلْعَقْلِ وَالْإنْصافِ وَالْ
تَوحيدِ وَالأْعْرافِ هُمْ لَمْ يَنْصُروا
*
مُذْ كَرْبَلا مِنْ وَحْيِنا وَالْآلِ وَالْ
قُرْآنِ وَالْإِسْلامِ كادوا يَثْأَروا
*
نَصَرُوا الْغَريبَ عَلى الْقَريبِ جَهالَةً
وَدَعُوا الْيَهودَ تُذِلُّهُمْ وَتُقَرِّرُ
*
جَعَلوا مِنَ التَّكْفيرِ مَذْهَبَ دينِهِمْ
جاسوا دِيارَ الْعُرْبِ فَتْكاً يُنْشَرُ
*
صَبْراً أَيا بَغْدادُ إِنْ كَلِبَ الْعِدى
صَبْراً وَمِثْلُكِ في النَّوائِبِ يَصْبُرُ
*
وَالْهَمُّ مِثْلُ السَّيلِ قَدْ بَلَغَ الزُّبى
ثَبَتَ الرِّجالُ وَبَعْضُهُمْ يَتَعَثَّرُ
*
مَهْلاً إِذا شَطَّتْ غَداً بِهِمُ النَّوى
إِنْ طابَ كَأْسٌ أَوغَراهُمْ مَنْظَرُ
*
وَسَيَعْلَمُ الْأَبْناءُ في يومِ الشَّذى
أَنْ لَيسَ يُغْنيهُمْ سِواها مَخْبَرُ
*
وَسَيَعْلَمُ الْعُذّالُ خابَتْ خَيلُهُمْ
وَسُروجُها بَينَ الرَّبايا تُقْبَرُ
*
إِذْ يَحْرُسُ الْأَسْوارَ لَيثٌ قَسْوَرٌ
وَيُشَيِّدُ الْأَمْجادَ فِكْرٌ نَيِّرُ
*
مَا الْمَجْدُ يا بَغْدادُ إِلّا فِتْنَةً
مالَمْ يَكُنْ لِلْحُبِّ فيهِ مَشْعَرُ
*
مَنْ لَمْ تَكُنْ لَيلاهُ بَغْدادَ الْهَوى
كَمُتَيَّمٍ في غَيرِها يَتَذَمَّرُ
*
وَيَعيشُ مَهْجوراً نَديماً لِلطُّوى
دَخْلَ النُّهى وَالْقَلْبُ خاوٍ أَقْفَرُ
*
الشيخ
ضمد كاظم الوسمي
العراق

Facebooktwitterredditpinterestlinkedinmailby feather

You may have missed